تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على صغار الفلاحين في مصر منتجو الدواجن نموذجًا
تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على صغار الفلاحين في مصر منتجو الدواجن نموذجًا
الكاتب: احمد خليفة
تحرير ومراجعة: د. ايمان اللواتي
التصميم واخراج: زينب شاكر
جسدت تربية الدواجن في مصر عبر عقود طويلة مظهرًا من أهم مظاهر سيادة صغار الفلاحين على الغذاء في الريف. ونتيجة لطبيعة نشأة صناعة الدواجن في البلاد، ظل غالبية القطاع في أيدي صغار المنتجين، كما ظل مصبوغًا بالصبغة الفلاحية نظرًا لارتباط مَزارع الدواجن بالأراضي الزراعية، فهي ملحقة بها أو تتوسطها، ويُكوِن ناتج الزراعة مع ناتج تربية الدواجن الدخل الأساسي لملايين الفلاحين في مصر.
كما تمثل تربية النساء للدواجن والطيور في الريف، فيما يعرف بـ“تربية الأسطح” أو “التربية المنزلية” إضافة لعمل النساء في تجارة الدواجن، أهمية اجتماعية واقتصادية كبيرة للأسر الريفية خاصة النساء والأطفال، حيث يُحسن عمل النساء من وضعيتهن داخل الأسرة، وجعلهن أكثر استقلالية ومشاركة في صنع القرار والتخطيط لمستقبل الأسرة، بقدر مساهمتهن في نفقات المنزل.
واجه صغار منتجي الدواجن في مصر أزمات عديدة كان أبرزها أزمة إنفلونزا الطيور في العام 2006، لكن الأزمة هذه المرة أكثر ضراوة، فآثار الحرب الروسية الأوكرانية تنطوي على مخاطر كبيرة تهدد صناعة الدواجن في البلاد، والتي تصل استثماراتها إلى نحو 100 مليار جنيه، ويشتغل بها أكثر من 3 ملايين عامل. رغم ذلك، لم تكن الحرب الروسية الأوكرانية سوى المفجر لجملة من المشكلات الاقتصادية في مصر تراكمت خلال سنوات طويلة.
تناقش الدراسة نشأة صناعة الدواجن في مصر وبنية هذه الصناعة، والتطورات التي طرأت عليها، والسياسات التي تسيرها، وهيمنة الرأسمال الكبير على مفاصل صناعة الدواجن على الرغم من بقاء النسبة الأكبر من المزارع تحت أيدي صغار المنتجين. فيما تحاول الدراسة رصد النتائج الأولية لآثار الحرب الروسية الأوكرانية على صغار منتجي الدواجن. كما تم طرح من خلال الدراسة حلولًا مقترحة للأزمة، ومناقشة أهمية مسألة تنظيم صغار منتجي الدواجن في روابط وتكتلات، تستطيع حل مشكلاتهم والدفاع عن مصالحهم