تحدي الهيدروجين الأخضر: تقييم المخاطر والحقائق المتعلقة بالإنتاج على نطاق واسع في شمال أفريقيا
المقدمة
تهدف العديد من الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقية باريس، إلى مواجهة أزمة المناخ. ويركز الاتفاق الأخضر الأوروبي، الذي يستهدف تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، على إزالة الكربون من القطاعات الحيوية مثل الطاقة والصناعة والنقل. ومع تزايد هيمنة مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، يبرز الهيدروجين كحل واعد لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تقليص انبعاثاتها. وإدراكًا لهذه الإمكانات، منح الاتفاق الأخضر الأوروبي لعام 2020 الأولوية لتطوير الهيدروجين، وهو توجه تعزز بفعل الحرب الروسية الأوكرانية. وتسعى الاتحاد الأوروبي حاليًا إلى إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر والأزرق محليًا، واستيراد كمية مماثلة بحلول عام 2030.
ونظرًا للوفرة الكبيرة لموارد الطاقة الشمسية والرياح في إفريقيا، يخطط الاتحاد الأوروبي للاعتماد على المنطقة كمورد رئيسي لواردات الهيدروجين. وتُعتبر دول مثل ناميبيا، السنغال، الجزائر، مصر، المغرب، موريتانيا، وتونس، دولًا ذات “إمكانات غير مستغلة” لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكاليف تنافسية.
وفي هذا السياق يتطرق هذا المقال إلى مدى جدوة إنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر مستدام للطاقة في شمال إفريقيا، من خلال استكشاف المبادرات الحالية، وتحديد العقبات الرئيسية والفوائد المحتملة، وتحليل طبيعة الشراكات بين دول شمال إفريقيا والاتحاد الأوروبي في سياق التحول نحو الهيدروجين.