التقييم المواطني للماء في تونس
أمام ما نعيشه خلال الفترة الأخيرة من نقص حاد في الماء، سواء للنشاط الاقتصادي أو للاستعمال البشري، وانطلاقا من الحيرة المستمرة للمواطن حول مشكل الماء لانعدام توفر المعلومة الصحيحة والنافعة وغياب كامل للمقاربة التشاركية في مجال التصرف فيه، فانه بات من الضروري أن نعرف ونفهم بدقة واقع المياه في تونس واطاره التشريعي، وأوجه استعمالاته والإشكاليات الموضوعية حول هذا المقوم الحياتي.
بناء على هذه المعطيات، وبعد الشروع الفعلي في مناقشة المشروع الجديد لمجلة المياه من طرف وزارة الفلاحة وبقية الوزارات المعنية بالموضوع، وما تسميه وزارة الفلاحة بمجتمعها المدني، ونظرا لما يمكن ان تمثله هذه المجلة الجديدة من مخاطر خاصة وانها ستعيد انتاج نفس المشاكل التي خلقتها مجلة المياه الحالية والصادرة سنة 1975، ووعيا منها بأهمية المقاربة التشاركية في القضايا الحيوية للمواطنين، أنجزت جمعية ” نوماد08 ” بدعم من منظمة ” روزا لوكسمبورغ” مكتب شمال افريقيا مشروع “التقييم المواطني للماء واطاره التشريعي في تونس.”
يهدف المشروع الى:
1- فتح حوار تشاركيّ بين كلّ الأطراف المعنية برهانات حسن التصرف واستعمال الماء بهدف التعرف على مختلف التوجهّات المطروحة.
2- تحديد نقاط الضعف ومواطن الفشل من خلال الاطار القانوني والمؤسساتي المكلف بالتصرف في الموارد المائية .3- خلق اطار للنقاش اٌلعامّ حول آليات التصرف في الماء استنادا الي المفاهيم التي تمثل محور اهتمام اُلمواطنين مثل “الصّالح اُلعامّ ، اُلخدمة اٌلعامّة، اُلتنمية اٌلمستدامة واٌلديمقراطية اٌلتشاركيّة.”
4- ايجاد “قوة فاعلة “تمكّننا من اُلتّأثير بشكل مباشر على اُلسياسات وطرق التصرف في الماء.
5- اقتراح مشروع مجلة مياه مواطنية تكون مشروع بديل لمشروع السلطة الحالي والذي لم يكن نتاجا لحوار تشاركي واسع مع المعنيين بالقضية، بل كان ترجمة لنتائج دراسة ” الماء في تونس افق 2030 ” التي مولها البنك العالمي بهدف فتح الملك العمومي للمياه للاستثمار الخاص.
وكانت الفئات المعنية بالمشروع متمثلة في جمعيات المجتمع المدني والمنظمات الوطنية والادارات والاحزاب السياسية وممثلي السلطة المحلية والنشطاء الاجتماعيين والجمعيات المائية والصحفيين ونواب الشعب بالبرلمان والشخصيات الاعتبارية والخبراء الذين لهم علاقة بالماء في كل استعمالاته واشكالياته، اي ان المشروع كان الفضاء الذي التقت فيه وحوله كل الاطراف المعنية بمشكل الماء في تونس.