فاغنر في ليبيا – الصراع والتأثير
تعتبر مجموعة فاغنر (Wagner Group) العسكرية الخاصة برئاسة المشير خليفة حفتر، أكثر اللاعبين حسما في الاستراتيجية العسكرية للجيش الوطني الليبي، وأضحت أداة قوة بيد فلاديمير بوتين تؤدي دور فيلق أجنبي دون اكتراث لقيود القانون الدولي أو الروسي. ولكن قبل الشروع في الحديث عن مجموعة فاغنر، يبدو من الأصوب أن نفهم جذور الارتزاق المؤسسي الروسي والأسباب التي تجعل من فاغنر نتاج عملية طويلة لطالما جانبت الشرعية في روسيا.
بوصفه شخصية رئيسية مرتبطة بفاغنر، غدا الأوليغارشي يفغيني بريغوجين المعروف بـ”طاهي بوتين” والمزوّد الحصري لخدمات الإطعام في الكرملين والصديق الشخصي لفلاديمير بوتين رمزا للشركات العسكرية الروسية الخاصة (PMCs). ونتيجة لصِلاته وأمواله وبمساعدة من دميتري أوتكين، ضابط القوات الخاصة السابق المسؤول عن الشؤون العسكرية، اقترح يفغيني على الرئيس الروسي إنشاء فاغنر للتعهد بالعمليات العسكرية السرية للكرملين. ولكن الواقع يظهر أن الخلفية القانونية والتاريخية لعالم الأمن الروسي أكثر تعقيدا من ذلك وتعود إلى فترة ما بعد الحرب الشيشانية، كما أن استخدام الشركات العسكرية الخاصة في روسيا في عهد فلاديمير بوتين – والذي ظهر في الأعوام الأخيرة – ليس بالأمر الجديد، بل هو مبنيّ على ممارسة روسية تعود إلى قرون خلت.
يعد استخدام مجموعات وكيلة لإنفاذ القوانين الداخلية أو في الحملات العسكرية تقليدا شائعا في أكبر دولة في العالم، ولطالما قامت روسيا التي كانت إمبراطورية في السابق باستثناءات في علاقة بمفهوم “احتكار الدولة للقوة”، ذلك أن تصور الدولة المركزية للحكم يسمح بتفويض هذا الاحتكار إلى جماعات إثنية أو دينية، شريطة أن تبدي الولاء الكامل للأمير أو القيصر أو للدولة، و القوزاق خير مثال على ذلك.[1]
يمكن إثابة مصطلح “القوزاق” إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر حين كان يشير في الأصل إلى مجموعات مكونة اجتماعيا من التجار الرحّل والمرتزقة والقراصنة، ولم يكن الاسم يخصّ مجموعة إثنية أو دينية بعينها بل كان يشير إلى شكل من أشكال الهوية الاجتماعية. ولاحقا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، باتت جماعات القوزاق تشكل تهديدًا للدول النامية حديثاً من خلال مهاجمتها للمستوطنات على حدودها. ولكن في المقابل، مثّل القوزاق أيضا موارد عسكرية محتملة لدولة موسكو للدفاع عن الأراضي الجديدة التي غزتها وتأسيسها كأراضٍ روسية في إطار تطورها وتوسعها التدريجي. وانتهى المطاف بالدولة الروسية إلى التفاوض على عقد مع القوزاق منحتهم بموجبه حقوقا خاصة في الموارد الطبيعية والتجارة وقدرا معينا من الاستقلال الإداري في مناطق استقرارهم، مقابل استيطان الأراضي والدفاع عنها نيابة عن الدولة، وإقامة حاجز بشكل خاص أمام التوسع الإسلامي في ما يُعرف اليوم بـ أوكرانيا وروسيا الجنوبية.
استمرت هذه العلاقة مع القيصر حتى اندلاع الثورة البلشفية، وحينها قاتل القوزاق مع مختلف الأطراف، فالبعض حارب في جيوش قوزاقية مستقلة، والبعض الآخر في صفوف البيض، وآخرون لحساب الحمر بينما حارب كثيرون من أجلهم جميعا. وبحلول عام 1919 فصاعدا، تعرضوا لحملة قمعية أودت بحياة أكثر من مليون ونصف المليون منهم، ثم ذاقوا الويلات من انتقام ستالين لقرارهم القتال لصالح ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
واليوم، يلجأ فلاديمير بوتين إلى توظيف الميليشيات القوزاقية على نطاق واسع لبسط حكمه على جنوب غرب روسيا أو لمعاضدة مقاتلي الاستقلال في دونباس وشبه جزيرة القرم. وفي عام 2005، وقَّع الرئيس الروسي قانونا يتعلق بـ “الخدمة الحكومية للقوزاقيّين الروس” منحهم بموجبه صفة ميليشيا مدعومة من الدولة تتلقى مرتبات حكومية. ومنح هذا القانون أكثر من 600.000 من القوزاقيين المسجلين رسميا في روسيا الحق في أداء مختلف الوظائف التي تتعهد بها الدولة عادة على غرار الدفاع عن المناطق الحدودية، وحراسة الغابات الوطنية، وتنظيم التدريبات العسكرية للطلاب الشبان، ومكافحة الإرهاب، وحماية المنشآت الحكومية المحلية والمواقع الإدارية، وأخيرا توفير خدمة غامضة تتمثل في “الدفاع عن النظام الاجتماعي”. ومن بين الأمثلة الأخرى على استخدام روسيا المعاصرة للوكلاء في حروبها الخارجية نشر رجال الشرطة العسكرية المسلمين (الشيشان والإنغوش) في سوريا منذ عام 2018 للقتال واحتلال المدن “المحررة” من قبل الجيش الروسي وإدارة أمنها.[2]
تطور الشركات العسكرية الروسية الخاصة والسيرورة التي أدت إلى التغطية الإعلامية لمجموعة فاغنر
في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي، اجتاحت الجيشَ الأحمر حالةٌ من الخراب التام، وتشتّتَ بين العديد من البلدان حديثة النشأة والفاقدة للميزانية وللقيادات وللموارد البشرية. تم تسريح وحدات كاملة منه، مثل وحدة ألفا Alpha وهي واحدة من مجموعتي التدخل الخاصتين التابعتين لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB، واستنزفت حرب الشيشان الأولى جهاز الأمن فوجد العديد من الجنود والأخصائيين والضباط أنفسهم بصدد عرض خدماتهم على سوق العمل الدولية أوائل التسعينات. في ذلك الوقت، استقطبت شركة جنوب إفريقية تدعى Executive Outcomes طيارين ومهندسي ملاحة جوية لتشغيل طائرات الهليكوبتر وطائرات الشحن المستخدمة في عملياتها، بينما عمل العديد من الجنود السابقين كحراس شخصيين وحراس أمن في مئات الشركات الأمنية الصغيرة التي أُحدثت في روسيا في تلك الفترة.
أنشئت شركة Antiterror-Orel في سنة 2003 على يد أفراد سابقين من القوات الخاصة في مدينة أوريل جنوب موسكو، وهي من أوائل الشركات الأمنية التي صدّرت خبرتها العسكرية. كان للشركة في البداية صفة مدرسة تدريب غير حكومية اضطلعت بتكوين الشركات الروسية العاملة في الخارج على التدابير الأمنية. في أعقاب حرب العراق الثانية، طلبت شركات النفط والتنقيب من أوريل إرسال فرق حماية إلى مواقعها وكانت هذه نقطة البداية لإنشاء عدة شركات عسكرية خاصة تنشط في العراق على غرار شركة Top Rent الأمنية، وشركة Redut-Antiterror، ولا سيما مجموعة موران Moran الأمنية التي لا تزال موجودة وتنشط في مجال مكافحة القرصنة البحرية والحماية. وفي ذروة الحرب الأهلية السورية سنة 2013، دعت حكومة بشار الأسد مجموعة موران الأمنية إلى القيام بمهمة استعادة مرافق النفط في شرق سوريا وحمايتها.
ونظرا إلى أن النشاط العسكري الخاص غير قانوني في روسيا، أنشأ مالكو شركة موران الأمنية شركة جديدة مقرها هونغ كونغ وتدعى Slavonic Corp. أرسلت الأخيرة 240 رجلاً للقتال في سوريا بين عامي 2014 و 2015، من بينهم ديمتري أوتكين، وهو ضابط سابق ينتمي إلى فرقة القوات الخاصة الثانية التابعة للمديرية الرئيسية للمخابرات GRU (الاستخبارات العسكرية الروسية) في بسكوف. تميّز أوتكين على الميدان في سوريا بإتقانه للفنون العملياتية وقيادته الناجحة، واستعمل آنذاك رمز نداء “فاغنر Wagner” في اتصالاته اللاسلكية تكريما للمؤلف الموسيقي الألماني الذي كان مولعا به.
أنشأ أوتكين بمجرد عودته إلى روسيا في عام 2015 مركز تدريب في مدينة مولكينو في كيان كراسنودار الفدرالي، على مقربة من الحدود الجورجية. وتحولت المدرسة تدريجياً إلى قاعدة عسكرية مجاورة لقاعدة فرقة القوات الخاصة العاشرة التابعة للمديرية الرئيسية للمخابرات، وفي هذا المكان بالذات وُلدت مجموعة فاغنر. وتلقت الشركة دعما سياسيا واقتصاديا من الكرملين أثناء مشاركتها في الحرب في دونباس منذ عام 2015.[3]
تاريخ فاغنر في ليبيا
استاء فلاديمير بوتين الذي كان رئيساً لوزراء روسيا في عام 2011 شديد الاستياء من نبأ سقوط معمر القذافي، وانتقد في ذلك الوقت رئيسه ديمتري ميدفيديف علناً لعدم تطبيقه حق النقض الروسي ضد قرار الأمم المتحدة بفرض منطقة حظر للطيران في ليبيا. اتسمت عودته بعد ذلك إلى رئاسة روسيا الاتحادية في عام 2012 باهتمام موسكو المتجدد بالشؤون الليبية إضافة إلى تقرّب تدريجي من الرجل القوي الجديد، المشير الليبي خليفة حفتر.[4]
جاء ظهور المرتزقة الروس الأول في المنطقة في أوائل عام 2017 حين أبرم الجيش الوطني الليبي عقدا لإزالة الألغام مع شركة RSB-Group العسكرية الروسية في مجمع ميناء بنغازي، ثاني أكبر مدينة في البلاد.[5] أما مجموعة فاغنر فظهرت لأول مرة في ماي من سنة 2018 خلال الهجوم الذي شنه الجيش الوطني الليبي لاستعادة مدينة درنة، آخر معقل للميليشيات الإسلامية والدولة الإسلامية شرقيّ ليبيا. وذكر قادة الشركة العسكرية الخاصة في مارس 2018 الصحفيين من اذاعة سفوبودا (راديو الحرية) إنهم سيرسلون قوات قريبا لليبيا.[6] ثم في 7 نوفمبر 2018، التقى المشير خليفة حفتر خلال زيارته لموسكو بوزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو و يفيجيني بريغوجين. وبحلول مارس 2019، ظهرت تقارير مفصلة تبيّن وجود 300 مرتزق من فاغنر في قاعدة في بنغازي إلى جانب مشاركتهم في مختلف عمليات الجيش الوطني الليبي. كما أفادت التقارير بأن الإمارات العربية المتحدة تكفلت بدفع مبلغ 150 مليون دولار لتغطية عمليات شركة فاغنر في ليبيا، وهو أمر لطالما نفته الدولة الخليجية، التي نشرت في ما سبق مقاتلين ومرتزقة وتمتلك قاعدة جوية في الخادم شرقيّ ليبيا.[7]
بدأت مشاركة فاغنر الحقيقية بعد الهجوم العام الذي قاده الجيش الوطني الليبي لاستعادة السيطرة على ليبيا في 3 أفريل 2019. كانت أنشطتها في البداية ضئيلة خلال المرحلة الأولى التي شملت جنوب البلاد، ثم احتدّت بعد الاستيلاء على سبها والهجوم على طرابلس. وبحلول سبتمبر 2019 ووصول أول المستشارين العسكريين الأتراك إلى طرابلس لمعاضدة حكومة الوفاق الوطني (GNA)، اشتد القتال أكثر وبدأت فاغنر في إحصاء أولى خسائرها البشرية. وأدى استخدام تركيا للطائرات بدون طيار إلى عكس مسار معركة طرابلس خلال سبتمبر وأكتوبر 2019 حيث ذكرت مصادر من ضمنها المنصة الإعلامية الروسية المعارضة، ميدوزا، سقوط 35 قتيلا في التفجيرات.[8] وقبل انسحابهم، ترك مرتزقة فاغنر العديد من الأدلة على تواجدهم في السباع التي تبعد 65 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة.
أعلن خليفة حفتر في 12 ديسمبر 2019 أنه أعطى الأوامر لشن “المعركة الحاسمة” لبسط السيطرة على طرابلس قائلا: “دقت ساعة الصفر، ساعة الاقتحام الكاسح الواسع التي يترقبها كل ليبي حر شريف”، فردت تركيا على هذا الإعلان بإرسال أعداد هائلة من القوات، وكميات ضخمة من المعدات إلى جانب آلاف المرتزقة السوريين إلى طرابلس ومصراتة.[9] وكان ذلك إيذانا بتقهقر الجيش الوطني الليبي إلى الجنوب وهزيمته في طرابلس، الأمر الذي تُوج بفقدان الجيش قاعدة الواطية الجوية وسقوط ترهونة، آخر معقل موالٍ للمشير حفتر في غرب البلاد يوم 5 جوان 2020. كانت الهزيمة بمثابة نقطة التحول في استراتيجية فاغنر التي تمثّلت مهمتها الجديدة في الدفاع عن سرت والهلال النفطي الليبي من خلال منع الجيش التركي وقوات حكومة الوفاق من التقدم شرقا. وتطورت هذه المهمة خلال عامي 2020 و 2021 إلى بناء خط دفاع يفصل إقليم طرابلس عن برقة و فزّان.[10]
المقاتلون، أجورهم ودوافعهم
تشير التقديرات إلى أن مجموعة فاغنر كان لديها ما يضاهي 3000 رجل تحت قيادتها في ليبيا أغلبهم من السلافيين المنحدرين أساساً من روسيا ولكن أيضاً من روسيا البيضاء وأوكرانيا والمناطق المستقلة في أوكرانيا (جمهورية نوفيتسك الشعبية و نوفوروسيا وشبه جزيرة القرم) إضافة إلى ألبانيا وصربيا. وقدّرت تحريّات ميدوزا[11] الأجور المعروضة على الجنود بـ 240.000 روبل شهرياً (3200 دولار أميركي) وقد تبلغ الضعف بالنسبة للضباط والأخصائيين (المدفعيون، والقناصة، وخبراء المتفجرات، ومشغلو مضادّات الطائرات، وطيارو الطائرات المسيّرة، وطواقم الملاحة الجوية). وجدير بالذكر أن هؤلاء لا يكونون دائماً على مستوى عالٍ من التدريب أو من أفراد القوات الخاصة السابقين، بل إن العديد منهم لا يعدون أن يكونوا من المشغلين ذوي الخلفية العسكرية البسيطة. ويتم تجنيدهم عن طريق التداول الشفوي أو عن طريق جمعيات العسكريين القدامى. ويقوم القائمون على التجنيد بفحص المرشحين المحتملين الذين لا تتوفر لديهم معلومات تُذكر عن موقع العقد أو طبيعته. وبمجرد تجنيدهم، يتلقون تدريبات تنسيقية في مركز فاغنر للتدريب بالقرب من كراسنودار أو في مزرعة فيسلي بالقرب من روستوف نا دونو التابعة للجيش الروسي.
التحالفات، التجهيزات، التكتيكات والتموقع
أرسلت روسيا في 26 ماي 2020 مقاتلات وقاذفات قنابل وطائرات مروحية إلى ليبيا، ومرّت مقاتلات Mig-29 وقاذفات القنابل Su-24s إلى هناك عبر قاعدة حميميم الروسية في سوريا. اتهمت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا AFRICOM مجموعة فاغنر بضلوعها في تشغيل طائرات استُعملت في مهام هجومية في ليبيا[12]، غير أن هذه الطائرات ليست المعدات الثقيلة الوحيدة التي استلمتها شركة فاغنر وشغّلتها في ليبيا. فوفقا لعدة مصادر ووثائق، تلقت الشركة العسكرية الروسية أيضا واحدة على الأقل من مركبات الدفاع الجوي من طراز Pantsir S1، تختلف عن تلك التي استخدمها الجيش الوطني الليبي وفاغنر “على سبيل الإعارة” من الإمارات العربية المتحدة، كما استخدمت فاغنر رادارات P-18 Spoonrest إضافة إلى رادارات الجيش الليبي لحماية طائراتها.
ويستخدم “موسيقيو فاغنر” في تحركاتهم الأرضية المسلّحة مَركباتٍ مصفحة تصنعها شركة تابعة لمجموعة شركات يفغيني بريغوجين في روسيا. ويطلق على السيارة اسم فالكيري أو تشيكان أو شوكا أو عربة فاغنر[13]، وهي مركبة مدرعة مضادة للألغام والكمائن بنيت على هيكل URAL من إنتاج شركة EVRO POLIS LLC. وقد وقعت هذه الشركة ذاتها عقود حماية مع الدولة السورية في ما مضى، وتوفر على الأرجح الغطاء القانوني لأنشطتها في الخارج.
وتستخدم فاغنر، وفقا لمدونة أوريكس Oryx، مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات، كما قامت كذلك بعمليات إصلاح لأسلحة الجيش الليبي. ومن بين الأسلحة التي استوردتها شركة فاغنر – في انتهاكٍ للحظر المفروض على توريد الأسلحة إلى ليبيا[14] – أسلحة من قبيل مركبات مضادة للألغام والكمائن من طراز GAZ Tigr-M و مسدسات D-30 عيار 122 مم، ومدافع هاوِتزر عيار 152 مم. وفيما يتعلق بالأسلحة الصغيرة التي تستعملها فاغنر خصيصا للمنطقة، بندقيات إيه كيه 103 ولا سيما بندقية القنص أوزيريس T-5000 وهي بندقية حديثة العهد تماما بالمنطقة.
كما شغلت شركة فاغنر بعض الطائرات بدون طيار خلال عملياتها، على غرار طائرات من طراز زالا 421 -16E و أورلان 10. ويستخدم مرتزقة الشركة الروسية خلال عملياتهم في ليبيا طائرات أنتونوف 28 تابعة لشركتي النقل الجوي جينيس للطيران و سبايس كارغو المحتمل تورطهما في انتهاك حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وفق فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بليبيا. علاوة على ذلك، يستخدم رجال فاغنر للسفر عبر البلدان ونقل المعدات طائرات الشحن التابعة لجناح الطيران 223 الروسي التي تتوقف بصفة إلزامية في قواعد حميميم في سوريا أو سيدي برّاني في مصر.
كما استخدمت فاغنر أسلحة وتقنيات محظورة أثناء انسحابها من جنوب طرابلس في عام 2020، مثل ألغام MON-50 و 90 و 100 المضادة للأفراد والمحظورة بموجب اتفاقية أوتاوا. وتشير بعض التقارير إلى أنه مع فرارهم من طرابلس في صيف عام 2020، قام “موسيقيو فاغنر” بتفخيخ العديد من المباني، بل وخلفوا وراءهم دمية دب مفخخة، ما أكده تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية.[15]
من هم حلفاء فاغنر على أرض الميدان ؟
لطالما لقي مرتزقة فاغنر صعوبة في التعاون مع الميليشيات الليبية الأخرى أو مع ألوية الجيش الوطني الليبي، فالتعاون الفعلي الوحيد الذي جمع فاغنر بميليشيا ليبية أخرى كان مع الكانيات (اللواء السابع للجيش الوطني الليبي)[16] أثناء إجلاء ترهونة.
واستمتع “موسيقيو فاغنر” بالعمل مع الجنجويد السودانيين بفضل روحهم القتالية حيث ساعدوا الروس في وقف هجوم حكومة الوفاق الوطني المضاد على سرت في سبتمبر 2020. ويُقدر تواجد ما بين 3000 و 6000 مقاتل سوداني في ليبيا يتمركزون أساسا بالقرب من الجفرة وفي المكان الذي اتخذته شركة فاغنر مقرا لها في أواخر عام 2020.[17] وكانت ميليشيا جبهة التغيير والوفاق التشادية – وهي قوة عسكرية أخرى متمركزة بالقرب من فاغنر – تتعاون مع الجيش الوطني الليبي والشركة الروسية[18] في الفترة الممتدة بين أفريل 2020 وأفريل 2021 أين كانت هجماتها الأرضية موضع تقدير كبير من قبل فاغنر.
ومع ذلك، اتخذ الروس في ماي 2020 قرارا استراتيجيا لتعزيز فاغنر بالمقاتلين السوريين، فكلفت موسكو العقيد ألكسندر زورين الذي كان رئيس لجنة المصالحة في سوريا بتجنيد المرتزقة. ووفقا لمجلة السياسة الخارجية Foreign Policy، فإن زورين المعروف أكثر في سوريا باسم “عراب المصالحات” بين النظام والمتمردين في الغوطة ودرعة والقنيطرة، قد زار جنوب سوريا في أوائل أفريل 2020، وهي منطقة تعتبر أرضا خصبة للتجنيد الروسي، ليس فقط بسبب الفقر المستوطن ولكن أيضا بسبب نقص الدعم من أي قوة إقليمية أو عالمية أخرى، خاصة أن العديد من المتمردين في المنطقة قد تعهدوا بالولاء للأسد في جويلية 2018 بعد أن حرمتهم الولايات المتحدة من المساعدات الإضافية. وتفيد التقارير بأن زورين شرع في مفاوضات مع العديد من الجماعات المتمردة بالتعاون مع مسؤولي استخبارات الأسد للقتال في ليبيا. وفي نهاية المطاف، انضم أكثر من 3000 سوري إلى قوات الأسد خلال هذه الفترة مقابل مرتبات تقدر بـ 1000 دولار أمريكي للجنود و 5000 دولار أمريكي للقادة.[19]
ما هي تقنياتهم على أرض الميدان ؟
تبدي فاغنر قدرا كبيرا من الابتكار في الاستعداد للمعارك والحروب أو ضمان انسحاب منظم، وفي حالة ليبيا، شارك مرتزقة فاغنر بشكل نشط في تحضير الهجوم على طرابلس بهدف الإعداد للانتقال من فترة سلم إلى فترة أزمة. وتخصصوا، على سبيل المثال، في أعمال التخريب والقضاء على أفراد ذوي أهمية خاصة، والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتحديد الأهداف. كما لعبوا دورا رئيسيا في التصدي لطائرات بايراكتار المسيّرة من خلال تحديد مواقع تخزينها أو مدارج هبوطها تجهيزاً لقصفها من قبل الجيش الوطني الليبي.
ومن المحتمل أن تكون فاغنر قد نشرت ما يصل إلى 2500 مقاتل في ليبيا موزعين على أربع سرايا أهمها وحدة قوات خاصة للاستطلاع بالقوة، ووحدة دبابات، ومجموعة مدفعية مركّبة (MSTA, D-30, BM-21 Grad)، ووحدات استخبارات وأخرى لوجستية، ومقر قيادة كتيبة. ولم يكن لفاغنر في ليبيا – مقارنة مع سوريا – سوى القليل من الخبرة في الدبابات، ولكن الشركة العسكرية اضطرت إلى الترفيع من قدراتها في الطيران الحربي والدفاع الجوي. ثم في أعقاب انسحاب فاغنر إلى الجفرة في جوان 2020، تم دمج قدرة هندسية عسكرية بهدف بناء خط دفاع يقسم ليبيا إلى نصفين. والآن، تنشر فاغنر عسكريا ما يعادل مجموعة قتالية موحدة.
التأثير السياسي والإعلامي
لعبت روسيا وفاغنر دورا بالغ الأهمية على الصعيدين السياسي والإعلامي في الدفاع عن خليفة حفتر. ومن منظور هندسي سياسي، أقامت فاغنر اتصالات مع سيف الإسلام القذافي وحافظت عليها بعد إطلاق سراحه من السجن، حيث بدأت الاتصالات معه في أواخر 2018 و بداية 2019، وفق ما نقلته وسيلة الإعلام الروسية بلانيتا Planeta.[20] كما التقى مندوبو بريغوجين مرة واحدة على الأقل مع القذافي الابن شخصياً وقاموا بترتيب محادثات هاتفية معه، بينما عُقد الاجتماع في أوائل عام 2019 في مدينة الزنتان غرب ليبيا في موقع تصفه إحدى الوثائق بالسرّي. ويثير تقرير الوفد الروسي عن الاجتماع مع سيف في الثالث من أفريل 2019 (تاريخ بداية هجوم حفتر) الاهتمام بشكل خاص، إذ يصف المتحدث لقاءً انصرف انتباه القذافي فيه إلى مشاهدة الأخبار عن تقدم حفتر على التلفزيون، قبل أن يقدم توصياته لاتخاذ المزيد من الخطوات، ومنها أنه اقترح أن تقوم قوات بريغوجين بتصوير فيديوهات تجريمية تدين حفتر وأن تنشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.
أحد مهندسي محاولة التدخل السياسي الروسية هذه كان ماكسيم شوغالي[21] الذي اعتُقل في صبيحة يوم 17 ماي 2019 مع مترجمه سامر سويفان، ليمضيا 18 شهرا من الاحتجاز في ظروف فظيعة في طرابلس. حلّ شوغالي، الذي كان يبلغ من العمر 53 عاما آنذاك في ليبيا بوصفه “باحثا وخبيرا” في “مشروع بحثي” بمبادرة من “مؤسسة حماية القيم الوطنية” وهي منظمة مقرها موسكو ومرتبطة بـ بريغوجين. ويخضع رئيس مجلس إدارتها ألكسندر مالكيفيتش لعقوبات من طرف الولايات المتحدة بسبب دوره في عملية مزعومة من تدبير شركة بريغوجين.
اتُّهم شوغالي بالاجتماع سراً مع شخصيات سياسية، منها سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي حيث لفتت هذه الاجتماعات انتباه أجهزة الاستخبارات الليبية التي ضبطت وثائق على أجهزة كمبيوتر محمولة تشير إلى عملية تدخل في الانتخابات الليبية. كما أجرى شوغالي العديد من استطلاعات الرأي لجس نبض الشارع في طرابلس وغيرها من المدن الليبية. وفي طرابلس رافقه خبير سياسي روسي آخر هو ألكسندر بروكوفييف الذي اختصر مدة إقامته هناك ما جعله يتفادى الاعتقال.
وظف العميل شوغالي نفوذه المعروف في التأثير على الانتخابات الرئاسية في مدغشقر لصالح مرشح موالٍ لروسيا، كما تدخل بعد الإفراج عنه في عام 2020 في الانتخابات الرئاسية في جمهورية أفريقيا الوسطى، بل وكان جزءا من الوفد الروسي المتجه للقاء المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في أوت من نفس السنة حيث أجرى أكثر من مائة مقابلة مع شخصيات سياسية أفغانية. ومن بين قنوات القوة الناعمة التي طورتها فاغنر في ليبيا نذكر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، ففي عام 2019، تعقب مرصد ستانفورد للإنترنت العديد من الآثار التي تثبت تدخل روسيا وشركة فاغنر في وسائل الإعلام الليبية.[22]
ويوفر تحليلنا لمنشورات مواقع التواصل الاجتماعي التي تستهدف ليبيا أحد أول التقييمات المعروفة التي تبين توسع فاغنر الملحوظ في حملات التأثير الاجتماعي عبر الإنترنت. وعلى غرار ما تقوم به المجموعة في أماكن أخرى من أفريقيا – مثل تدخلها في مدغشقر – يبدو أنها تحوّط رهاناتها عبر دعم عدة مرشحين. ومن ذلك ما تفيد به المنشورات التي تمت مراجعتها، تصديقاً للتقارير السابقة، بأن روسيا تدعم أيضا سيف الإسلام القذافي. ويتواجد كافة مديري المواقع في مصر إلى جانب مسؤول إضافي واحد على الأقل في دولة أخرى. كما تخيّر فاغنر أيضا توجيه المعلومات المحلية والإقليمية في البلدان الكبيرة قليلة السكان حيث يصعب للغاية التنقل من منطقة إلى أخرى. ومولت المجموعة نقل وتحديث تلفزيون الجماهيرية المملوك للدولة سابقاً (في عهد القذافي)[23]، والذي لا يزال وسيلة إعلامية تحظى بشعبية بالغة في ليبيا. هذه المرة أيضا، نُقلت استوديوهات هذه المحطة التلفزيونية المذكورة إلى مصر، قاعدة فاغنر.
الآفاق
قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 13 ديسمبر 2021 فرض عقوبات على المتعاقد العسكري الروسي الخاص فاغنر، فضلا عن ثمانية أفراد وثلاثة كيانات مرتبطة بالمجموعة.[24] عقوبات طالت أيضا ديمتري أوتكين، القائد العسكري المزعوم لمجموعة فاغنر. ويذكر البيان الصحفي الصادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي أن “مجموعة فاغنر قامت بتجنيد وتدريب وإرسال عناصر عسكرية خاصة إلى مناطق النزاع في جميع أنحاء العالم لتأجيج العنف ونهب الموارد الطبيعية وترهيب المدنيين في انتهاك تام للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان”. في ذات الوقت، وردت تقارير عن إجلاء مرتزقة فاغنر إلى سوريا وروسيا وهي معلومات مضللة يفنّدها المختص في الشأن الليبي، جلال الحرشاوي الذي يرى أن فاغنر لن تغادر البلاد عن قريب، بالرغم من مرور سنة 2021 على نحو هادئ إلى حد ما بالنسبة إلى الشركة في ليبيا. ومن المرجح أن يزداد ضغط الروس في ليبيا، خصوصا في ظل تأجيل الانتخابات الرئاسية الليبية إلى عام 2022.
[1] آنا بورشيفسكايا. “الشركات العسكرية الروسية الخاصة: ديمومة النموذج وتطوره”، معهد أبحاث السياسة الخارجية، 18 ديسمبر، 2019، https://www.fpri.org/article/2019/12/russian-private-military-companies-continuity-and-evolution-of-the-model/
[2]أوسي غيليي أوستنسن و تور بوكفول، “استخدام روسيا للشركات العسكرية والأمنية – التداعيات على الأمن الأوروبي والنرويجي”، FFI تقرير 18/01300, CR Michelsens Institutt، بتاريخ 11 سبتمبر 2018، https://www.cmi.no/publications/file/6637-russian-use-of-private-military-and-security.pdf
[3] أمريكا الجديدة، “تتبع جذور فاغنر”، https://www.newamerica.org/international-security/reports/decoding-wagner-group-analyzing-role-private-military-security-contractors-russian-proxy-warfare/tracing-wagners-roots
[4] كليفورد ج ليفي و توم شانكر. “في انقسام نادر، زعيمان روسيان يختلفان حول ليبيا”، صحيفة النيويورك تايمز، 21 مارس، 2011, https://www.nytimes.com/2011/03/22/world/europe/22russia.html
[5] ماريا تسيفتكوفا، “حصري: شركة أمنية روسية خاصة تقول أنها كان لها رجال مسلحون في شرق ليبيا، رويترز، الفضاء الجوي والدفاع، 10 مارس، 2017، https://www.reuters.com/article/us-russia-libya-contractors-idUSKBN16H2DM
[6] إذاعة سفوبودا، 7 مارس 2018، https://www.svoboda.org/a/29084090.html
[7] آيمي ماكينون و جاك دتش، “البنتاغون يقول أنه من المحتمل أن تكون الإمارات وراء تمويل أنشطة روسيا الارتزاقية الغامضة في ليبيا”، السياسة الخارجية، 30 نوفمبر، 2020، https://foreignpolicy.com/2020/11/30/pentagon-trump-russia-libya-uae/
[8] ليليا يابوروفا، “ثمن بخس مقابل ليبيا. بين 10 و 35 مرتزقاً قتلوا في الحرب الأهلية الليبية. تعرفنا على العديد منهم”، ميدوزا، 2 أكتوبر، 2019، https://meduza.io/en/feature/2019/10/02/a-small-price-to-pay-for-tripoli
[9] جيسون باك و ماثيو سينكز، “سوء تقدير حفتر في هجومه على طرابلس سيكلفه الكثير”، السياسة الخارجية، 10 أفريل، 2019، https://foreignpolicy.com/2019/04/10/khalifa-haftars-miscalculated-attack-on-tripoli-will-cost-him-and-libya-dearly-un-benghazi-gna-lna/
[10] مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، موقع تويتر، 1 جويلية 2020، https://twitter.com/csis/status/1278355179960594435
[11] ميدوزا، “كشف ميدوزا، موظفو تجنيد بصدد تجميع فرق من المرتزقة في روسيا من أجل ‘رحلة عمل في دونباس’. ما سيفعلونه هناك يبقى مجهولا”، 22 ديسمبر، 2021، https://meduza.io/feature/2021/12/22/kak-vyyasnila-meduza-verbovschiki-sobirayut-v-rossii-gruppy-naemnikov-dlya-komandirovki-v-donbass-chto-oni-tam-budut-delat-neizvestno
[12] القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، دليل جديد على تواجد طائرات روسية نشطة في المجال الجوي الليبي، شتوتغارت، ألمانيا، 18 جوان، 2020، https://www.africom.mil/pressrelease/32941/new-evidence-of-russian-aircraft-active-in-li
[13] دنيس كوروتكوف، “الأورال، فخرنا، لا يستسلم للعدو”، نافاياغازيتا، 11 جويلية، 2020، https://novayagazeta.ru/articles/2020/07/11/86234-vragu-ne-sdaetsya-nash-gordyy-ural
[14] كريستيان دورانت، “تقفي أثر نقل الأسلحة من الإمارات العربية المتحدة وروسيا والأردن ومصر إلى الجيش الوطني الليبي منذ 2014″، Oryx، يوم 23 مارس، 2021، https://www.oryxspioenkop.com/2020/06/types-of-arms-and-equipment-supplied-to.html
[15]منظمة العفو الدولية، “ليبيا: يجب وضع حد للهجمات الانتقامية ضد المدنيين والتحقيق فيها”، 5 جوان 2020، https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2020/06/libya-retaliatory-attacks-against-civilians-must-be-halted-and-investigated/
[16] وزارة الخزانة الأمريكية، 25 نوفمبر 2020، https://home.treasury.gov/policy-issues/financial-sanctions/recent-actions/20201125
[17] مراد الطيب، موقع تويتر، 20 ماي 2020، https://twitter.com/mouradteyeb/status/1263007930665906178
[18] فريديريك بوبين، “موت إدريس ديبي: شرق ليبيا، قاعدة خلفية مقلقة للمتمردين التشاديين”، صحيفة لوموند، 22 أفريل 2021، https://www.lemonde.fr/afrique/article/2021/04/20/mort-d-idriss-deby-le-sud-libyen-troublante-base-arriere-des-rebelles-tchadiens_6077460_3212.html
[19] آنشال فوهرا، “سوريون ضد سوريين في ليبيا”، السياسة الخارجية، 5 ماي 2020، https://foreignpolicy.com/2020/05/05/libya-civil-conflict-syrian-mercenaries-turkey-russia-gna-haftar/
[20] بلانيتا، “مشروع: تحقيق الشيف والطاهي في تورط روسيا في الحرب الأهلية الليبية”، بلانيتا، 09/12/2019، https://planeta.press/news/42768-proekt-shef-i-povar/
[21] جاريد مالسن و توماس غروف، ” باحث أو جاسوس؟ ملحمة ماكسيم شوغالي تشير إلى كيفية بناء روسيا تأثيرها في الخارج”، صحيفة وال ستريت، 5 أكتوبر 2021، https://www.wsj.com/articles/researcher-or-spy-maxim-shugaley-saga-points-to-how-russia-now-builds-influence-abroad-11633448407
[22] شيلبي غروسمان، دانيال بوش، رينيه دي ريستا، “دليل على عمليات تأثيرية مرتبطة بروسيا في إفريقيا”، جامعة ستانفورد، مرصد الانترنت، ورقة بيضاء، نُشرت بتاريخ 29 أكتوبر 2019، https://cyber.fsi.stanford.edu/io/publication/evidence-russia-linked-influence-operations-africa
[23] مايكل فايس و بيار فو، “مرتزقة فاغنر الروس انتقلوا إلى ليبيا، حظا سعيدا في ذلك”، الدايلي بيست Daily Beast ليوم 28 سبتمبر 2019، https://www.thedailybeast.com/russias-wagner-mercenaries-have-moved-into-libya-good-luck-with-that
[24] هانز فون دير بورتشارد، “الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على مرتزقة مجموعة فاغنر”، بوليتيكو Politico، بتاريخ 13 ديسمبر 2021، https://www.politico.eu/article/eu-hit-mercenary-group-wagner-sanctions/
محتوى هذا النص لا يعبر بالضرورة عن موقف مؤسسة روزا لكسمبورغ